ترفع غالبية النساء ولا سيما المحجبات منهن، شعاراً مميزاً في الصيف وهو: “كلور المسابح ولا أشعة الشمس”، حيث يتوجهن إلى المسابح المغلقة أو الحدائق المائية التي تخصص أياماً للجنس الناعم، بهدف الاستمتاع بالصيف والهروب من أشعة الشمس الحارقة على شاطئ البحر.
ولكن هناك من يترددن بأخذ هذا القرار الترفيهي بسبب الأقاويل والشائعات حول أضرار مادة الكلور، علماً أنها أقل ضرراً من أشعة الشمس، وتدوم تأثيراتها السلبية لفترة مؤقتة بينما تتسبب أشعة الشمس بشيخوخة مبكرة للبشرة.
يقول الدكتور محمد الدلة، أخصائي الأمراض الجلدية: تلجأ معظم السيدات والشابات وخاصة المحجبات، إلى المسابح المغلقة أو الشواطئ المخصصة للنساء، بحثاً عن الخصوصية بالدرجة الأولى، وطلباً للراحة والاستجمام بالدرجة الثانية، وهذا عين الصواب، لأن المخاطر الصحية لكلور المسابح مؤقتة ولا تحمل تلك الجرعة السلبية التي يتحدث عنها البعض وكأنها مصيبة كبرى.
وتابع: هناك من يحاولون تشويه صورة هذه البدائل الآمنة من خلال المبالغة في الحديث عن مخاطر مادة الكلور في المسابح، علماً أن وجود مادة الكلور في مياه المسابح بتركيز خفيف ومدروس ضروري لقتل الجراثيم والميكروبات والبكتيريا.
وتنحصر أضرارها في تهيج البشرة وجفاف الجلد والتهاب الأغشية المخاطية بالعينين، وهي تأثيرات عابرة تختفي بمجرد الخروج من المسبح والعودة إلى المنزل، وما هو جدير بالذكر أن مياه الاستحمام العادية في المنازل تسبب أيضاً جفافاً بالبشرة والشعر والأظافر.
وحذر الدلة النساء من الذهاب إلى شاطئ البحر صيفاً، وقال: لا غنى لجسم الإنسان عن ضوء الشمس، لأنه المصدر الرئيسي لتوليد فيتامين “د” في الجسم ، فضلاً عن أن التعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر يعزز ليونة البشرة ويقي من الإصابة بهشاشة العظام، ولكن ما هو مثبت علمياً أن التعرض لساعات طويلة لأشعة الشمس يسبب شيخوخة البشرة وظهور التجاعيد كما قد يتسبب بحروق والتهابات جلدية.
وفي إطار زيارة الحديقة المائية “وايلد وادي”، التي أطلقت أمسيات خاصة بالنساء، قالت منيرة سالم، طالبة جامعية: حجابي يفرض علي السباحة في أماكن غير مختلطة، وبالرغم من وجود ملابس سباحة ساترة للمحجبات إلا انها تلتصق بالجسم فور ابتلالها بالماء، فضلاً عن أنها غير مريحة وعملية في السباحة، وأذكر أن الحجاب كاد أن يخنقني ذات مرة بينما كنت أسبح في مياه الشاطئ المفتوح.
وحول وسائل الحماية من أضرار كلور المسابح، قالت: أرتدي أحياناً النظارات الخاصة بالسباحة وقبعة مطاطية على الرأس، ولكنني لا أهتم كثيراً بأدوات السباحة لأن كلور المسابح ليس حارقاً مثل أشعة الشمس.
وأكدت سحر عيسى، موظفة، على أن الذهاب إلى شاطئ البحر من الأمور المحببة إلى قلبها، ولكنها تخشى جفاف البشرة والاسمرار، وقالت: لا أستطيع السباحة في مياه البحر لعدم توفر الخصوصية ولأن بشرتي حساسة وسرعان ما تتهيج.
أوضح د. محمد الدلة أن التعرض لأشعة الشمس يسبب ظهور التجاعيد الرفيعة والغليظة وتدلي الجلد مع مظهر جلدي جاف وقشري، فضلاً عن انه يقلل من تركيز الكولاجين في البشرة.